جعجعة بلا طحين

لبنانياً، قد يكون إنجاز ترسيم الحدود البحرية بين لبنان و “اسرائيل” من أهم ما حصل في لبنان منذ العام ٢٠٠٥ على الأقل، فناهيك عن وضع لبنان عملياً على سكّة الدول النفطية، والايرادات المالية الكبيرة المتوقّعة بعد بدء الاستخراج، فلبنان اليوم تمكّن من فرض مطالبه دون أن يخضع لإملاءاتٍ خارجية من هنا وهناك كما جرت العادة، وقال لا، على الخطين هوف وواحد المجحفين، والتي لو كانت اسرائيل بغير زمنٍ، لوضعتهما قبالة شواطئ جونية.

أمام كل هذه المعطيات، يخرج راعٍ وخلفه نحو ١٦٠ الف غنمة، لتبخيث الاتفاق وتحويل الانجاز الى فقاعة لا تكبُر سوى في خياله، حينما ظنَّ ذات مرّة أن صعوده الى خيمة بدويّة ستجعل منه زعيماً فقائداً فرئيساً، قبل أن يعودَ الى سريره ويكتشف أن الناس كلّها تعي أن كلامه جعجعة، بلا طحين.