شهد اليوم الأول من مباريات ربع نهائي كأس العالم ٢٠٢٢ معارك كروية كبيرة، بل ملاحم تاريخية في عالم الجلد المدوّر بين عمالقة الكرة اللاتينية والأوروبية، لنشهد مفاجآتٍ من العيار الثقيل، أبرزها خروج المنتخب البرازيلي حامل اللقب خمس مرات والمرشح الأبرز لتحقيق اللقب هذا العام على يد وصيف النسخة الماضية المنتخب الكرواتي.
ودخل المنتخب البرازيلي اللقاء والعين على البطاقة الأولى من المربع الذهبي، إلا أنّه إصطدم بمنتخبٍ عنيدٍ ومدجّجٍ بلاعبي الخبرة، أبرزهم نجم المنتخب وقائده لوكا مودريش. فبعد إنتهاء الوقت الأصلي من المباراة بالتعادل السلبي، وبالرغم من إفتتاح البرازيل للتسجيل عن طريق نيمار في الدقيقة 105، استطاع بيتكوفيتش من إنقاذ منتخب بلاده في اللحظات الأخيرة بتسجيله لهدف تعادلٍ قاتل، أخذ به الفريقين إلى ركلات الترجيح التي ابتسمت في نهاية المطاف للمنتخب الكرواتي وحطمت أحلام السيليساو.
وفي ملحمةٍ أخرى جرت على الملعب المدينة التعليمية، وفي سيناريو مشابه للمباراة الأولى، إستطاعت الأرجنتين من متابعة الطريق نحو اللقب والوصول إلى الدور النصف نهائي من بوابة الطواحين الهولندية، بعد اللجوء إلى ركلات الترجيح التي تعملق بها الحارس الأرجنتيني ايميليانو مارتينيز بصدّه لأول ركلتين.
وكانت الأرجنتين قد افتتحت التسجيل عن طريق الظهير الأيمن مولينا بعد تمريرةٍ ساحرة من القائد ليونيل ميسي، الذي أحرز بدوره الهدف الثاني في اللقاء من ركلة جزاء. وعندما ظنّ الجميع أن المباراة كشفت عن كل أوراقها، دخل مهاجم هولندا فيغورست وسجل هدفين قاتلين، أطال بهم عمر المباراة، وزادها شراسةً وعدوانيةً حتى ركلات الترجيح التي أظهرت علوّ كعب راقصي التانغو وتأهلهم إلى الدور القادم.
بذلك يكون المنتخب الأرجنتيني بقيادة ميسي ورفاقه قد ضربوا موعداً مع كرواتيا نهار الثلاثاء القادم في نهائي جديد قبل النهائي الأكبر، آملين مواصلة الطريق الحلم، للوصول نحو المجد الكروي الأبرز في مسيرتهم، بينما يدخل المنتخب الكرواتي اللقاء بذكريات النسخة الماضية، مدركين صعوبة المهمة وقوة الخصم في المرحلة القادمة