خاص LebanonPostMain News

سلام يحاول اثبات نفسه

منذ تولي نواف سلام رئاسة الحكومة، يتلمس اللبنانيون تحوّلاً في طريقة تعاطي السراي الكبير مع الملفات الحساسة، لا سيما في ما يتعلق بحـ ـز.ب الله. هذا التحول لم يأتِ في سياق استراتيجية متأنية أو رؤية سياسية ناضجة، بل يبدو في كثير من جوانبه أقرب إلى رد فعل شخصي لرجل يسعى لإثبات نفسه بعدما أصبح على هامش اللعبة السياسية.

أحدث مثال على هذا المسار، ما صدر عن المبعوثة الأمريكية مورغن أورتاغوس، التي علّقت بخفة على منصة “إكس” (تويتر سابقاً) على تصريحات سلام الأخيرة. الغريب أن هذا التعليق، بدلاً من أن يكون مناسبة للتراجع أو إعادة التقييم، بدا وكأنه شجع رئيس الحكومة على الذهاب أبعد في مواجهته مع الحـ ـز.ب، متناسياً التعقيدات الداخلية والإقليمية التي تحيط بلبنان.

في المقابل، يظهر رئيس الجمهورية الحالي – الذي يعتبر كثيرون أنه يمثّل التوجه الأميركي في لبنان – نهجاً أكثر هدوءاً، يتعاطى مع الأمور بدهاء ودبلوماسية تحفظ التوازنات وتراعي الواقع اللبناني المعقّد. هذه المقارنة تكشف حجم التباين بين الرجلين في فهمهما للسلطة وحدودها.

سلام، في سعيه المحموم لإثبات حضوره، بات يتصرّف وكأنه “ملك أكثر من الملك”، غير آبه بأن هذا النوع من الأداء قد يؤدي إلى تفجير ما تبقى من استقرار هش، فقط ليقال إنه “موقف” أو “جرأة”.

المفارقة أن هذا المشهد يعيد إلى الأذهان الأداء المتوازن والمثالي لرئيس الحكومة السابق نجيب ميقاتي، الذي عرف كيف يوازن بين الانفتاح على الخارج والحرص على الداخل، من دون استعراض مجاني.

لهذا، لا غرابة أن المقارنة بين الرجلين تتكرر، خاصة بين من يرون في ميقاتي نموذجاً للحكمة السياسية، وبين من يتابعون بقلق اندفاع سلام في معركة قد لا يكون مستعداً فعلاً لتبعاتها.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى