امين سلام.. عقدة الـ”انا مش متلن”!
لم يكن رفض وزير الاقتصاد امين سلام حضور جلسة الحكومة التي عقدت في السراي الحكومي، خطوة سياسية كما يعتقد البعض، بل محاولة لتأدية فروض الطاعة لدى احد الزعماء المسيحيين الذي للمفارقة هو جبران باسيل.
الحجة الوحيدة لباسيل والذي رفض بسببها انعقاد مجلس الوزراء كانت صلاحيات رئيس الجمهورية، وبالرغم من ان حجة باسيل واهية، الا انها مفهومة لرئيس حزب مسيحي يريد شد عصب جمهوره، لكن ما علاقة امين سلام.
الوزير الذي فشل في وزارته والذي كان حصة مشتركة بين رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة، قرر ان يستعيد عِقد النقص التي كانت تسيطر على بعض المتسلقين من المسلمين ايام المارونية السياسية. يومها كان المتملقون ممن يرغبون بالحصول على منصب، يحابون هذا الزعيم المسيحي او ذاك لكي يرضى عنهم.
محاباة هؤلاء تشبه ما يقوم به سلام اليوم، اذ انه كانوا ينزعون جلدهم ويبرزون عقد نقصهم للقول للزعيم المسيحي انهم ليسوا كباقي المسلمين بل هم أكثر تحضراً ويرغبون بالرضى، لا عن توجههم السياسي فقط، بل ادائهم الاجتماعي والثقافي. وهذا ما فعله سلام، خرج من جلده ووقف ضد رئاسة الحكومة وحاول القول لباسيل انه سني على الهوية، اما في الواقع فهو مع كسر منصب رئاسة الحكومة لصالح عودة المارونية السياسية بأسوء اوجهها.
في الوقت الذي هرب فيه المسيحيون من باسيل وخرجوا من حزبه، ها هو سلام يعلن الولاء على قاعدة “انا مش متلن”.
