تأثير الذكاء الاصطناعي على التعليم…
بعد ظهور القدرات المختلفة التي تتمتّع بها روبوتات الدردشة العاملة ب#الذكاء الاصطناعيّ، تزايدت المخاوف من استيلاء الروبوتات على الوظائف البشريّة، وافترق الخبراء بشأن حواصل ذلك، فأشار البعض منهم إلى أنّ الذكاء الاصطناعي قد يفيد في زيادة الابتكار، لا سيّما في مجال #التعليم، بالرغم من العواقب التي قد تصل إلى تنمية مهارات التفكير النقديّ لدى الطلاب.
ونشرت مجلّة “فوربس” وجهات نظر خبراء في مجال التعليم لإظهار الجوانب الإيجابية والسلبية لـ”#شات جي بي تي“، روبوت الدردشة الذي طوّرته “أوبن إي آي”، على التعليم وتصميم المناهج الدراسية وتقديمها، بالإضافة إلى المخاطر التي قد يتعرّض لها تعلّم الطلاب وتطوّرهم المعرفيّ، فاعتبر 51 في المئة أن استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي لحلّ الواجبات والامتحانات يعدّ شكلاً من أشكال الغشّ.
وكانت بعض المدارس العامّة في أوستراليا قد حظرت “شات جي بي تي”، كذلك فعلت المدارس في بعض الولايات الأميركية وبعض الدول الأوروبية.
إذن، ما أبرز تأثيرات “شات جي بي تي” على التعليم؟
يُقدّم “شات جي بي تي” المعلومات التي ينتجها على شكل رسالة مفصّلة تتضمّن كل المعلومات التي يطلبها المستخدم، ممّا قد يؤدي إلى ظهور “متلازمة الطالب الكسول” (Lazy Student Syndrome)، حين لا يتعيّن على الطلاب التفكير في توليد أفكارهم الفريدة أو إجراء بحث دقيق، في وقت قد تنتج روبوتات الدردشة معلومات من دون إعطاء مصدر المعلومات ليتمّ التأكّد منها.
وتشير “فوربس” إلى أنّ عرض الإجابات بسهولة على شاشة الكمبيوتر سيقلّل بلا شك من الفضول وتنمية المهارات المستقلّة، لأن البشر يتّخذون المسار الأقل صعوبة، في أغلب الأحيان، للوصول إلى المعلومات؛ وإن الاعتماد بشكل كلّي على النماذج قد يعطّل تدريب عضلات الذاكرة، ممّا قد يزيد من كسل الطالب عن القراءة والتعلّم والفهم بعمق، ويفقده القدرة تالياً على تذكّر الموادّ والتفكير النقديّ لحلّ المشكلات.
بالإضافة إلى ذلك، قد تكون هناك مخاطر تتعلق بحقوق الطبع والنشر، حيث لا يتمّ ذكر المصادر، بالإضافة إلى المخاوف الأخلاقية والمخاطر القانونية التي قد تتعرّض لها المؤسسات التعليمية.
اقرأ أيضاً: الذكاء الاصطناعي يجعل تفكير الناس أسرع… وأقل دقّة
ومن المشكلات الأخرى، التي ستظهر يبن الطلاب، الفجوة بين الذين لديهم إمكانية الوصول إلى أدوات الذكاء الاصطناعي وأولئك الذين ليست لديهم هذه الإمكانية، ممّا يمثّل مشكلة أخلاقيّة بسبب التمييز الذي ستخلقه بين الطلاب.
وبالرغم من ذلك، يعتقد العديد من المعلّمين أنه بدلاً من حظر هذه التقنيات، يجب على المرء تبنّيها واستغلال قدرتها لتحديث مناهج التعليم، في الوقت الذي يبحث الخبراء في كيفية دمج هذه الأدوات في مناهجهم الحالية لضمان إعطاء الطلاب مهمّات أكثر تعقيداً.
وكان وزير التعليم في جنوب أوستراليا بلير بوير قد أعطى الموافقة على استخدام “شات جي بي تي” عبر المؤسّسات التعليمية، ممّا اعتبره الخبراء أمراً لا مفرّ منه، وتوقّعوا رؤية المزيد من القرارات المشابهة في دول أخرى.
لكن قبل ذلك، يتعيّن على الحكومات مناقشة الاستراتيجيات والمخاطر المترتّبة على البيانات وعلى استخدام هذه التقنيات، وهو ما يحدث في الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، حيث يبحث منظمو البيانات الأميركيين في كيفية قيام نظام “أوبن إي آي” بجمع البيانات واستخدامها. وأنشأ مجلس حماية البيانات الأوروبي، وهو هيئة لحماية البيانات، أخيرًا فريق عمل على مستوى الاتحاد الأوروبي للتحقيق في “شات جي بي تي”، وما إذا كان قد طلب من الأشخاص الموافقة على الاحتفاظ ببياناتهم.
إلى ذلك، سيتعين على “أوبن إي آي” أيضاً أن تشرح للناس كيفية استخدام “شات جي بي تي” لبياناتهم، وأن تمنحهم القدرة على تصحيح أي أخطاء تتعلّق بها، ثم مسح بياناتهم متى أرادوا. ومع زيادة التشريعات في مجال الذكاء الاصطناعي، لا شك في أن تقدّم ال#تكنولوجيا سيصبح أبطأ، أو على الأقلّ ستضطر الشركات إلى الانتظار قبل إطلاق إصداراتها الجديدة. (النهار)