خاص LebanonPostMain News

سلام يدفع ثمن تغييب القوى السياسية السنية

بالرغم من حساسية المرحلة، يلاحظ غياب شبه كامل لنشاط رئيس الحكومة نواف سلام، حتى في ملف أساسي كملف الانتخابات البلدية، حيث يغيب الرجل عن المشهد كلياً. هذا الغياب لا يقتصر على الحضور الإعلامي أو التصريحات، بل يتعداه إلى تعطيل عملي لدور مجلس الوزراء الذي يكاد لا يُرى له أثر فعلي في الحياة السياسية، بينما يتصدّر رئيس الجمهورية واجهة القرارات واللقاءات والمبادرات، في مفارقة لافتة تعاكس توزيع الصلاحيات الدستورية، حيث يتمتع رئيس الحكومة بصلاحيات تنفيذية تفوق بكثير ما يملكه رئيس الجمهورية.

غياب نواف سلام ليس مسألة تقنية أو تنظيمية، بل هو تموضع سياسي خطير، خصوصاً وأنه جاء إلى السراي مع حكومة خلت تقريباً من التمثيل السني السياسي الفاعل، ما جعله يبدو كأنه يعبّر عن طائفته بشخصه لا عبر توازن سياسي سليم. وبهذا المعنى، فإن رئيس الحكومة يدفع اليوم ثمن تغييب القوى السياسية السنية عن تشكيلته، فظهر في موقع طائفي هش، وترك الساحة خالية لتتمدد فيها بعض القوى اليمينية المسيحية، سواء في المشهد السياسي أو في الخطاب العام.

السؤال الذي يُطرح اليوم: إلى متى سيبقى نواف سلام في موقع المتفرّج، بينما البلاد تنزلق نحو استحقاقات كبرى؟

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى