خاص LebanonPostMain News

سلام متفرج على الازمة

في الوقت الذي تتصاعد فيه الأزمات الاقتصادية والاجتماعية في لبنان، يبدو أن رئيس الحكومة نواف سلام يغيب تماماً عن المشهد السياسي، تاركاً الساحة خالية من أي دور فعّال أو مبادرة جادة. سلام الذي حملته بعض الأوساط على أنه رجل المرحلة، لم ينجح حتى الآن في تقديم أي رؤية واضحة لمعالجة الأزمات، بل اكتفى بتصريحات باهتة ومواقف رمادية زادت من الغموض حول موقفه وصلاحياته.

وفيما تنتظر البلاد قرارات حاسمة لإنقاذ الوضع الاقتصادي المتردي، يظهر سلام وكأنه متفرج أكثر منه فاعلاً، ما يطرح تساؤلات حول مدى قدرته على الإمساك بزمام الأمور وإدارة الأزمات بشكل حازم. غياب الخطط الواضحة والقرارات الجريئة بات سمة أساسية في أداء سلام، ما يجعل البعض يتساءل: هل هو فعلاً رئيس حكومة أم مجرد واجهة سياسية بلا تأثير حقيقي؟

إلى جانب ذلك، يبدو أن سلام لم يستطع حتى اللحظة التعامل مع ملف العلاقات الخارجية بحزم كافٍ، بل اكتفى بالتصريحات الفضفاضة دون أن يتخذ أي خطوة ملموسة على أرض الواقع. غياب التنسيق مع القوى الفاعلة في الداخل والخارج يجعل الحكومة الحالية أشبه بمركب دون قيادة، ما يفاقم من حالة الانقسام والفوضى التي تعيشها البلاد. فهل يكون سلام مجرد حلقة جديدة في سلسلة رؤساء الحكومات الذين عبروا دون أن يتركوا أثراً يُذكر؟

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى