خاص LebanonPostMain News

السعودية مجدداً: لاعب ما فوق الإقليميّة مرة جديدة

تثبت المملكة العربية السعودية أنها لم تعد مجرّد دولة إقليمية فاعلة، بل باتت لاعباً ما فوق الإقليميّ، وصاحب تأثير مباشر في القضايا الدولية الكبرى. فقد كشفت مصادر دبلوماسية مطلعة أن الرياض، إلى جانب الولايات المتحدة الأمريكية، لعبت دوراً حاسماً في منع اندلاع حرب كارثية بين الجارتين النوويتين، الهند وباكستان، عقب تصعيد أمني خطير كاد أن يتطور إلى مواجهة شاملة. الوساطة السعودية، التي تميّزت بالهدوء والدبلوماسية المتقنة، جاءت في لحظة شديدة التعقيد، حيث انزلقت الأمور بسرعة نحو حافة الانفجار. إلا أن التدخل المباشر من الرياض، وبالتنسيق مع واشنطن، ساهم في نزع فتيل التوتر وعودة القنوات الخلفية بين الطرفين إلى العمل. ولا تقف هذه الوساطة عند حدود جنوب آسيا، إذ تضاف إلى سلسلة من التحركات السعودية الجريئة، من بينها جهود التقريب بين روسيا والولايات المتحدة، والوساطات المستمرة بين واشنطن وطهران، فضلاً عن دور المملكة المتنامي في قضايا إقليمية كبرى في اليمن، السودان، وسوريا. السعودية اليوم، بدورها المتوازن ومقاربتها الواقعية، باتت عنواناً للدبلوماسية الفاعلة، وصوتاً يُستمع إليه في الممرات الضيقة للقرارات الدولية. كل ذلك يتم بعهد ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، الذي استطاع أن ينقل المملكة من موقع ردّ الفعل إلى موقع الفعل والتأثير.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى