ميقاتي يتزعم طرابلس دون معركة: نتائج الانتخابات البلدية تعكس غيابه

في مشهد انتخابي حمل الكثير من الرسائل، جاءت نتائج الانتخابات البلدية في طرابلس لتؤكد من جديد أن الرئيس نجيب ميقاتي لا يزال الزعيم الفعلي لعاصمة الشمال اللبناني، حتى وهو خارج المشهد الانتخابي بشكل مباشر. فبالرغم من كثافة اللوائح المتنافسة وتعدد المرشحين، فإن نسبة الاقتراع بقيت متدنية جداً، الأمر الذي يعكس بوضوح غياب الحماسة الشعبية، ويطرح تساؤلات جدية حول جدوى هذا الاستحقاق في ظل غياب الزعامات الفعلية. المفارقة أن هذا التراجع في الإقبال على التصويت لم يكن نتيجة ضعف في التحشيد فحسب، بل أيضاً بسبب انعدام الثقة بجدية المنافسة، في ظل انكفاء ميقاتي الواضح عن التدخل في تفاصيل المعركة البلدية. فبينما كانت الماكينات الانتخابية تحاول بث الحياة في السباق، بقيت طرابلس متفرجة، وكأنها تقول: “زعيمنا ليس هنا”. هذه الفوضى في الترشيحات، وتعدد اللوائح من دون سقف سياسي جامع، انعكست ارتباكاً في الشارع الطرابلسي، الذي بدا وكأنه يفتقد البوصلة. ومن هنا، فإن الانتخابات الأخيرة لم تُظهر بروز زعامة جديدة، بل على العكس، أكدت أن ميقاتي لا يزال يمسك بزمام التوازن السياسي في المدينة، حتى من دون أن يرفع إصبعه.