قطع طريق بعبدا على معوّض: القوات تنفِّذ مهمتها باحتراف!
صبيحة السادس عشر من أيار، استفاقت القوات اللبنانية على انتصارٍ انتظرته لأكثر من ١٥ عاماً، منذ الافراج عن رئيسها سمير جعجع، لتبلغ نشّوة الانتصار ذروتها مع اعتبار أن طريق الحكيم الى بعبدا صارت معبّدة، ومزيّنة بالورود الحمر.
لكن مع اقتراب موعد الاستحقاق الرئاسي، عكّرت تصريحات نواب التغيير أحلام معراب، وفرضت عليه استبعاده، لأجل فتح الباب امام التوافق على رئيسٍ سياديٍّ اصلاحي، “من خارج الاصطفافات السياسية”، ما يعني حكماً إعتبار رئيس القوات خارج الخيارات.
لكن استراتيجية القوات لا تقف على اعتبارات وطموحات نواب التغيير، لينتقل العقل المبدِّر القواتي الى الخطة ب: “التماشي مع شعارات التغيير، والبدء برحلة حرق الاسماء”، وأولى ضحايا الخطة “ميشال معوِّض”.
كانت الخطة تسير على ما يرام، الى أن تفاجأ تكتل الجمهورية القوية بوصول عدد الاصوات الممنوحة لمعوض في رابع جلسات انتخاب الرئيس الى ٤٤ صوتاً، ما يعني اقترابه من اغلبية ال٦٥ صوتاً في أي جلسة ثانية تحصل بعد فشل حصول أحد على الاغلبية المطلقة، لذا تبدو تصريحات نواب تكتل الجمهورية القويّة ضد تكتل التغييرين مفهومة، ومعروفة الأسباب، فالشرخ مطلوب مع هذه القوى وفتح اشتباكٍ بينهم ضروري لجعل معوض مرشح تحدي للتغييريين. فما يظهر كأنه حرص على معوض من ابتعاد نواب التغيير عنه هو في الواقع دفع هذه القوى للابتعاد عنه نهائياً قبل أن يرتفع عدد أصواته الى ٦٥ نائباً.