اختراق جديد لوقف فقدان البصر عند الشيخوخة
سُخّر فيروس في تحويل العين إلى مصنع للأدوية، وذلك لمعالجة سبب رئيسي لفقدان البصر وهو الضمور البقعي المرتبط بالعمر (AMD).
فقد استخدم العلماء فيروساً غير ضار لإيصال الجين إلى العين، حيث يوجهها لإنتاج مادة تحفظ البصر وإمدادها بها.
وقد يؤدي هذا الاختراق إلى علاجات جديدة أقل إزعاجا من AMD. وتحدث هذه الحالة عندما تتضرر البقعة، وهي جزء من الشبكية في الجزء الخلفي من العين تشارك في الرؤية المركزية الحادة.
ويفقد الأشخاص المصابون بهذه الحالة المرضية رؤيتهم المركزية – يمكنهم رؤية مخطط الساعة ولكن لا يمكنهم معرفة الوقت، على سبيل المثال، ويفقدون القدرة على التعرف على وجوه الأشخاص. وعادة ما يتم تشخيصها عن طريق فحص العين الروتيني، وغالبا ما تظهر العلامات الأولى عند الأشخاص في الخمسينيات والستينيات من العمر. والسبب غير معروف، على الرغم من أنه مرتبط بالتدخين وارتفاع ضغط الدم والسمنة والتاريخ العائلي لهذه الحالة.
وهناك نوعان من AMD: جاف ورطب. الجفاف هو الشكل الأكثر شيوعا – نتيجة تراكم مادة دهنية تسمى البراريق في الجزء الخلفي من العين. والنوع الرطب، ينجم عن عامل نمو بطانة الأوعية الدموية (VEGF)، وهو مركب يحفز نمو الأوعية الدموية الجديدة اللازمة للشفاء، مثل ما بعد الإصابة.
ويتسبب AMD الرطب في نمو الأوعية الدموية غير الطبيعية تحت الشبكية.
بينما يتطور AMD الجاف عادة ببطء، على مدار سنوات عديدة في بعض الحالات، يمكن أن يبدأ الشكل الرطب ويزداد سوءا في غضون أسابيع، وحتى أيام.
وهناك طرق للتعامل مع AMD الرطب – العلاج الفوري أمر حيوي لمنع المزيد من الضرر – لكنها يمكن أن تكون مرهقة.
ويجب حقن الأدوية بما في ذلك aflibercept، وهو بروتين يمنع عمل VEGF، في العين مدى الحياة. ويجب القيام بذلك بشكل متكرر، بمعدل مرة واحدة في الشهر.
ويمكن أن تكون هذه العلاجات مؤلمة وتسبب كدمات حول العين (تشمل مضاعفات نادرة كإعتام عدسة العين والعدوى). وما يقرب من نصف المرضى يتوقفون عن العلاج في غضون عامين، وفقا لمراجعة عام 2021 في مجلة طب العيون.
ويتضمن العلاج الجديد، المعروف باسم ADVM-022، حقنة واحدة فقط ربما كل ثلاث سنوات.
وقد طورته شركة Adverum ومقرها الولايات المتحدة، وهو شكل من أشكال العلاج الجيني. وإنه ينطوي على حقن فيروس يحتوي على الشفرة الجينية لصنع aflibercept في العين. ويعمل الفيروس كوسيلة لنقل الجينات إلى العين.
ثم يوجه الكود الجيني الخلايا في العين لتصنيع البروتين، ما يسمح للعين بمعالجة نفسها.
وأظهرت بيانات من تجربة أميركية جارية، تم الإبلاغ عنها في المؤتمر السنوي للأكاديمية الأميركية لطب العيون، انخفاضا بنسبة 93% في مستويات السوائل الضارة في العين بعد الحقن.
وتبحث تجربة أخرى شملت 36 مريضا في 14 مستشفى في الولايات المتحدة في علاج حالة عين مختلفة، الوذمة البقعية السكرية الناتجة عن تراكم السوائل في البقعة، وهو السبب الأكثر شيوعا لفقدان البصر لدى الأشخاص المصابين باعتلال الشبكية السكري.
وتعليقا على العلاج، قال جوين ويليامز، استشاري طب العيون في مستشفى سينجلتون في سوانسي: “إن Wet AMD مشكلة صحية عامة ضخمة. وتعتبر العلاجات القائمة على العلاج الجيني مثل هذه مثيرة وهي في طليعة الفهم العلمي. وسيكون من الممتع رؤية نتائج التجربة”.