خاص LebanonPostMain News

غياب نواف سلام… وصمتٌ يطرح أسئلة

في خضم المعركة البلدية التي تشهدها مختلف المناطق اللبنانية، يلفت الغياب التام لرئيس الحكومة نواف سلام، خصوصًا في ظل انكفاء الزعامات السنية التقليدية عن المشهد، وغياب أي قيادة سياسية واضحة تعبّر عن المزاج السني العام أو تدير التوازنات الدقيقة داخل هذه البيئة التي لطالما كانت عنصرًا فاعلًا في الحياة الوطنية. كان من الممكن، بل من الواجب، على رئيس الحكومة الذي يشغل الموقع السني الأول في الدولة اللبنانية، أن يملأ هذا الفراغ السياسي، ولو بشكل مؤقت، ليؤكد للبيئة السنية أنها غير متروكة، وأن صلاحيات هذا الموقع لا تزال في أيدٍ مسؤولة. غير أن سلام، الذي رافقته ضجة إعلامية وسياسية واسعة في بداية تكليفه، اختار الصمت والغياب، فتوارى تدريجيًا عن المشهد، ما يثير الكثير من الأسئلة الحساسة والمقلقة.

الأخطر أن هذا الغياب تزامن مع استبعاد شبه تام للتمثيل السني الحقيقي عن مجلس الوزراء، في سابقة لم يشهدها لبنان منذ اتفاق الطائف. فبدل أن يكون رئيس الحكومة صوتًا مدافعًا عن توازنات النظام، اكتفى بدور إداري باهت، تاركًا الموقع السني الأول فارغًا من أي مضمون سياسي.

هذا السلوك لا يعكس فقط أزمة قيادة، بل يفاقم الشعور السني بالهامشية والخذلان، ويفتح الباب أمام مزيد من التراجع في الدور الوطني للطائفة في لحظة مصيرية من تاريخ لبنان السياسي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى